إنه يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه يدعو صنما أو وثناً على طريقة الجاهلية الأولى أو يدعو شخصاً ، أو جهة أو مصلحة... على طريقة الجاهليات الكثيرة المتناثرة.. في كل زمان ومكان.. كجاهلية هذا القرن... التي تستبعد حكم الله وشرعه عن الحياة فتجعل بعض البشر عبيداً آنذاك وبعضهم آلهة مستكبرين.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الحج - قوله تعالى ومن الناس من - الجزء رقم12
لذلك لا بد على المسلم أن يملأ قلبه ثقة لخالقه فيحيا واثقًا بأن الله تعالي حق، وأن محمد صلى الله عليه وسلم حق، والجنة حق، والنار حق، فعندما يذكر الله تعالى يذكره حبًا لله وللذكر، ويستغفر الله سبحانه حبا للوصول لمحبته، ويدخل للصلاة لأنها وقت اللقاء بربه أي وقت اللقاء بالمحب، وليس دخوله إليها كواجب لا بد من تأديته فحسب، فهذه النوايا الإيمانية وضحها لنا الحديث الشريف عندما قال صلى الله عليه وسلم « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرؤ ما نوى » (صحيح البخاري). فالله تعالى يعلم إذا كان المسلم يذهب إلى الصلاة لأداء الصلاة المطلوبة منه أم يذهب ليرائي الناس، ويعلم أن إخراجه للصدقة تقربا لله تعالى أم ليقال عليه متصدق، ويعلم تربيته لأولاده ليعبدوا ربهم أم ليقال له بنون أكفاء، دعاه يعلم إذا كان يذهب لبر والديه تقربا لله تعالى الذي أوصى بهما في كتابه، أم يذهب لرعايتهم كي لا يقول عليه الناس أنه أهمل والديه. إن العمل في كل الأحوال ربما يتم لكن أجره وثوابه يتغير بنواياهم، فلا نريد أن نعبد الله تعالى وقت الرخاء ونترك عبادته وقت الشدة أو العكس، إن المحب لمن يحب مطيع، فالذي يحب الله خالصًا واثقًا به سبحانه هو الذي يطيعه ويحمده وقت الرخاء والشدة ووقت الفرح والحزن.
يا عباد الله: إنَّ العبدَ المؤمنَ الحقَّ هوَ الذي يكونُ شاكراً لمولاهُ في الرَّخاءِ, ويكونُ مُتأسِّياً بسيِّدِنا رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-, جاء في صحيح الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنها- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ, قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ الله, أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ, أَفَلَا أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً ".
وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ
- مطعم بيت الروبيان الدمام ( الاسعار + المنيو +الموقع ) - مطاعم و كافيهات الشرقية
- تفسير: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه)
- يعبد الله على حرفه ای
- معنى وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ - إسلام ويب - مركز الفتوى
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 11
إنها آيات الله العظيمة التي ربطت الماضي بالحاضر وجعلته في حلقة واحدة، فتحدثت عن القلوب المنافقة التي تريد المنفعة الظاهرة والكسب الشخصي العاجل مقابل أي عمل تؤديه، حتى لو كان هذا العمل هو الإيمان! إنها مشكلة عصرية متفاقمة، تسببت في انقلاب كثير من الناس عن سبيلهم المستقيم، جزعًا عند الأزمة ونفورًا عند البلية، وقد بين لنا سبحانه أن الابتلاء سنة ربانية { الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:1، 2]، بل والنبي صلى الله عليه وسلم علم المؤمنين ذلك واضحًا بقوله: «إذا أحب الله عبدا ابتلاه» (السلسلة الضعيفة: 2202، ضعفه الشيخ الألباني). فينقيه ويصفيه، فيصبح كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: «يفارق الدنيا وما عليه ذنب». لكن حال الناس تغير عن ذلك، فإذا أصابه خير اطمئن به وسكن، لكن عندما يختبر يجزع وينقلب، حتى صارت معاملات الناس كلها على شرط الرد بالمثل أو أفضل، وكذلك هو حال الغالب الآن في أعمالهم إذا قدم الخدمة لصاحب أو قريب يقدمها وينتظر الأجر أو ينتظر الرد، حتى إذا دعا صديقًا إلى وليمة فينتظر الرد بالمثل وكأن النبي صلى اله عليه وسلم قد علم أن ذلك سينتشر بين الناس فأمر بنقضه بقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم: « ليس الواصل بالمكافىء ».